الحسين بن عبد الله بن سينا، أبو علي، شرف الملك، الفيلسوف الرئيس، أصله من بلخ، ولد عام (370هـ) صاحب التصانيف في الطب والمنطق والطبيعيات، طاف البلاد، وناظر العلماء، واتسعت شهرته، وتقلد الوزارة في همذان، وثار عليه عسكرها ونهبوا بيته، فتوارى، ثم صار إلى أصفهان، وصنف بها أكثر كتبه. وعاد في أواخر أيامه إلى همذان، فمرض في الطريق، ومات بها وذلك عام (428هـ).
هذا كتاب ضخم يبحث في علم الطب بصورة شاملة؛ حيث عرض فيه مصنفه لأهم مسائل الطب في عصره، مثل: التشريح، وأسباب العلل، وأعراض الأمراض، ووصف الأدوية الناجعة، والفوائد الطبية للأطعمة، وقد قسمه مصنفه إلى خمسة كتب: الكتاب الأول في الأمور الكلية في علم الطب، والكتاب الثاني في الأدوية المفردة، والكتاب الثالث في الأمراض الجزئية، والكتاب الرابع في الأمراض التي لا تختص بعضو بعينه، والكتاب الخامس في الأدوية المركبة، وقد ضمَّنه المصنف مقالاتٍ طبيةً غاية في الأهمية.
يبحث هذا الكتاب قضايا تشريحية عديدة، وقد جعله مؤلفه في مقدمة وقسمين: عَرَضَ في -القسم الأول- لصور الأعضاء الباطنية، كما فصَّل في -القسم الثاني- تشريحَ الأعضاء الآلية، ويُعدُّ الكتابُ موسوعةً رائدةً في الطب التشريحي.